الطائرة المطعم بطرابزون التركية, تحولت طائرة بوينغ 737-800، التي انزلقت عن المدرج أثناء هبوطها في مطار طرابزون شمال تركيا قبل 5 سنوات، إلى مطعم فطائر فريد من نوعه.
والطائرة المتقاعدة تستقبل ضيوفها حالياً على ساحل البحر الأسود في بقعةٍ من شاطئ يومرا، وقد استقبلت بدايةً الركاب الذين كانوا على متنها يوم ارتطامها باليابسة وجنوحها عن مدرج المطار.
حيث جلسوا على طاولات موضوعة في المنطقة التي كانت مقاعدهم فيها ذات يوم، واستمتعوا بوجباتهم اللذيذة.
وكانت الطائرة قادمة من العاصمة أنقرة إلى طرابزون في 13 يناير/كانون الثاني 2018 ، عندما فقد الطيارون السيطرة عليها أثناء الهبوط. ودُفنت الطائرة في الوحل على بعد 25 متراً فقط من البحر.
مزار الطائرة الشهيرة في طرابزون
على جانب منحدر صخري. ولم يصب أي من الركاب البالغ عددهم 162 راكباً و6 من أفراد الطاقم في الحادث.
وتم نقل الطائرة التي تقاعدت وأُخرجت من موقعها بعد 20 ساعة من العمل من قبل فريق مكون من 100 شخص مع رافعات بحمولة 500 طن، إلى منطقة يومرا بواسطة الشاحنات.


لتتحول فيما بعد إلى مطعمٍ للفطائر التركية الشهيرة والمعروفة باسم “بيدة” عبر عمليات تقنية عديدة.
وأعيد تصميم الطائرة وتحويلها إلى مطعم فطائر من قبل 3 مستثمرين خصصوا ما يقرب من 5 ملايين ليرة تركية لهذا العمل آخذين بعين الاعتبار الإجراءات البيئية الضرورية، ومن ثم بدأت الطائرة في خدمة العملاء كمطعم.
ويتذكر أحد الركاب السابقين واسمه منصور طرحال 55 عاماً، الذي عاش التجربة المؤلمة، ما حدث في يناير/كانون الثاني 2018 مشيراً إلى أنه كان مع ابنه على متن الطائرة وقفز من باب الطائرة وسقط باتجاه البحر.
الطائرة المطعم بطرابزون التركية
“تمكنت من الخروج بجهودي الخاصة. لقد حوصرنا داخل الطائرة لمدة 40 دقيقة بعد الحادث. وكانت هناك رائحة وقود داخل الطائرة. كنا خائفين لأننا اعتقدنا أننا سنحترق أو ربما كنا سننفجر مثل قنبلة. وبالفعل كنا وجهاً لوجه مع الموت”.
ويضيف: “عندما عدت إلى هذه الطائرة مجدداً، ترددت صيحات الأطفال التي تعالت على متنها في أذني إذ كان الجميع قلقاً على سلامته”.
من جانبه أشار إيفران مراد أوزتيكين وهو راكب آخر، إلى أن الذاكرة المؤلمة للخوف من الموت الذي حدث على متن الطائرة هو شيء لا يمكن للمرء تجاوزه لسنوات عديدة.
واستذكر أوزتكين اللحظات المخيفة أثناء الهبوط، فقال إنه حاول الخروج من الطائرة بفتح أبواب الطوارئ.
موقع عاجل بلس الإخباري
“صعدت إلى جناح الطائرة ولكن كان من المستحيل القفز إلى أسفل. عدت إلى الطائرة مرة أخرى وكانت هناك رائحة وقود قوية جداً بالداخل وكانت الطائرة على المنحدر.
سقط الجميع باتجاه مقدمة الطائرة. إن ما حدث كان فظيعاً حقاً.
كنا نظن أن الطائرة ستشتعل فيها النيران وسنحترق حتى الموت. وعادةً لا يمكن للمرء الاستمتاع بتناول الطعام في المكان الذي يشعر فيه بالخوف من الموت، ولكن وجودنا هنا يعني أن الحياة مستمرة ونحن بحاجة إلى أن نكون متفائلين”.
المصدر/ ديلي صباح