في السعودية, وفاة أحد أغوات المسجد النبوي الشريف, رحل عن الدنيا الإثنين؛ أحد أغوات المسجد النبوي الشريف، الشيخ عبده علي إدريس شيخ، وسيُصلى عليه بعد صلاة المغرب بالمسجد النبوي.
وكشف مصدر مقرب لـ”أخبار24″، أن من تبقى من “الأغوات” اثنان، أحدهما يبلغ من العمر 100 عام والثاني حوالي 80 سنة، وأنهما ما زالا يعملان في المسجد النبوي.
أغوات المدينة المنورة
ويظهر أغوات الحرم النبوي، بوجوه هادئة، وملامح ناعمة، وملابس مزركشة جميلة، وهم فئة خاصة تقوم برعاية وخدمة الحرم النبوي في المدينة المنورة، ويعدون أكثر بعداً عن الملذات، وأخلص في العمل.
وكلمة “آغا” في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تطلق على مجموعة من الأشخاص “المخصيين” للعمل في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، فيما اعتبرت كثير من المراجع التاريخية واللغوية، أن لفظ آغا هو لفظ أعجمي ويستعمل في اللغات التركية والكردية والفارسية.
إقرأ المزيد: الحملة السعودية لإغاثة الفلسطينيين تجاوزت 390 مليون ريال سعودي
فالأكراد مثلاً يطلقون كلمة “آغا” على الشيخ والوجيه والثري، أما الأتراك فيطلقونه على السيد والتاجر الثري ورئيس الدائرة، ورئيس خدام القصر، وفي الفارسية يطلق مسمى “آغا” على رئيس الأسرة.
ويرجع أول ظهور للأغوات إلى العصر الأيوبي، وتم جلبهم من بعض بلاد ما وراء النهر والسند والهند، وأغلبهم من الحبشة، وتتنوع مهامهم ما بين حراسة الحجرة النبوية الشريفة والإشراف على أمورها الخاصة.
المدينة المنورة
وكان للأغوات مكانة اجتماعية كبيرة وعالية عبر العصور الإسلامية، لدرجة أنهم كانوا يجلسون في مجلس الوالي، وكان الزوار يقبلون أيديهم لشرف عملهم في الحرمين.
وفي العهد السعودي حظوا بمكانة كبيرة، حيث كانت ترتب لهم زيارات رسمية للسلام على الملك، فيما بدأ الاهتمام بأغوات الحرم منذ عهد الملك عبدالعزيز، حيث صدر مرسوم ملكي في عام 1346هـ ينص على أن يبقى الأغوات على ما هم عليه.
حتى طالب مجلس الشورى عام 1355هـ، الأغوات بتقديم نظام لعملهم ليقدموه للأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب الملك في الحجاز في ذلك الوقت، متضمنًا 42 مادة ليعتمده الملك فيصل بعدئذ.
وبدأت مهمات الأغوات بأكثر من 40 مهمة، وتراجعت مع الوقت ليظل دورهم تشريفياً، وكان يتولون غسل الكعبة، وتطييب الحجر الأسود، والركن، والمقام، ويسقون المصلين ماء زمزم، ويبسطون سجادة الإمام ويرفعونها، وينظفون الحجرة النبوية.
ويطيبونها بماء الورد وبالمسك والعنبر، وخدمة المسجد النبوي نهاراً والمبيت فيه وحراسته وإضاءته ليلاً، وتفريق الرجال والنساء بعضهم عن بعض، وتغيير كسوة قبر النبي سنوياً.
ويبلغ عدد الأغوات 12 أغا ووظائفهم تشمل “شيخ الأغوات” باعتباره الأقدم خدمة والأعلى وظيفة، والمسؤول عن سير العمل في الحرم النبوي الشريف، ويليه “الخازندار” من أغوات السراية السلطانية.
وكانت وظيفته تتمثل في حمل المبخرة والدخول بها مع شيخ الحرم قبل صلاة المغرب، عند إدخال الشمعدانات وإسراجها بالحجرة النبوية الشريفة.
وكان الأغوات يحملون رتباً مثل الرتب العسكرية وكلمتهم نافذة، وحامل مفاتيح الحجرة النبوية الشريفة يُشرف على حواصل الشمع والزيت، ويتسلم المبالغ النقدية التي تهدى للجماعة وينوب عنه “نقيب الأغوات” في حالة غيابه وهو الوكيل الشرعي للأغوات ويساند الشيخ والنقيب.
وفاة أحد أغوات المسجد النبوي الشريف
وينقسم الأغوات إلى 3 فئات هم “البوابون”، و”الخبزية” القائمون بكنس أكثر المواضع في المسجد قداسة، وأدنى فئات الأغوات “البطالون”، وينظفون المكان من القاذورات ويضربون النائمين في المساجد.