الأديب الشهير, تعرّف على الروسي صاحب رواية “قلب كلب”, أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعة جديدة من رواية “قلب كلب” للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف، وقد قام بترجمتها نوفل نيوف.
رواية قلب كلب الشهيرة
هذه الرواية التي أُنجزت في مطلع عام 1925، لم تكن متاحة للقراء الروس سوى بعد أكثر من ستين عامًا من تاريخ كتابتها، حيث لم تُنشر في روسيا إلا في عام 1987.
ومنذ ذلك الحين، تكرر نشرها مرارًا بشكل يصعب حصره، وقد أُلقي عليها تصنيفات تتعلق بالنبوءة السياسية والإبداع الأدبي.
خلافات بولغاكوف مع خصومه وصلت إلى أوجها بسبب نشاطه المسرحي، خاصة مع مسرحيته “أيام عائلة توربين” التي حضرها حتى ستالين نفسه، لكنها لم تحميه من هجمات الخصوم وتحريضهم ضده، وتم منع عرض المسرحية أخيرًا.
إقرأ المزيد: بايدن غاضب بسبب تسريب وثائق سرية حول وفاة ابنه
في عام 1930، بعد تصاعد العداء له، تواصل بولغاكوف مع الحكومة السوفيتية، وفي مكالمة هاتفية مع ستالين أكد على عدم تمكن كاتب روسي من العيش خارج وطنه، وأعرب عن رغبته في البقاء في روسيا.
ولد بولغاكوف في مدينة كييف بأوكرانيا سنة 1891، وتعلّم وأصبح طبيباً أدركته ثورة 1917 وهو في السادسة والعشرين من عمره.
وبنشوب الحرب الأهلية في الإمبراطورية القيصرية المنهارة وجد نفسه سنة 1919 في صفوف الحرس الأبيض، أعداء الثورة الروسية، كان يعمل طبيباً عسكرياً في جبهة القوقاز، وفي مدينة غروزني الشيشانية التي أصبحت اليوم أشهر من أن تعرف.
ميكس بلس من عاجل بلس الاخباري
هل كان تعاون بولغاكوف مع البيض اختياراً أم نتيجة ظروف وملابسات، طوعاً، أو تجنيداً؟ تصعب الإجابة اليوم في ظل غياب الوثائق والشهادات، لا سيما وأننا نميل إلى التبسيط المجحف في النظر إلى أمور على هذا القدر من التعقيد.
كان لميخائيل شقيقان ضابطان حاربا في صفوف الحرس الأبيض، ثم هاجرا مع فلول المهزومين إلى أوروبا الغربية، أما بولغاكوف نفسه – الطبيب والكاتب – فقد كان أحد كثيرين أصيبوا بوباء التيفوئيد الفتاك سنة 1920 إصابة ظن أنها قاتلة.
لكنه شفي وانضم إلى صف الثورة في إبريل عام 1920 تاركاً مهنة الطب، ناذراً نفسه للأدب، وفي خريف عام 1921 انتقل إلى موسكو، وألقى بنفسه فيما يمكن أن نسميه – من دون تهويل – حرباً ضروساً في الثقافة والحياة الروسية بشتى جوانبها، وتجلياتها.
كان خصومه من الأدباء هم الأقوى من الناحية السياسية، يرون في الأدب منبراً أيديولوجيا صريحاً وصدامياً، قبل كل شيء.
وما كان لبولغاكوف وأمثاله من الموهوبين الشرفاء، إلا أن يتجاوزوا هذه الشرنقة ليقفوا مع الحق والحياة، مع الفن المبدع، من دون أن يغضّوا الطرف عن الانتهاكات والضلالات والأخطاء، من دون أن يسمحوا للتيار بجرفهم حيث شاء.
تعرّف على الروسي صاحب رواية “قلب كلب”
كان بولغاكوف إنساناً متماسك الشخصية، ثاقب النظر، شجاعاً بتعقل، جدد في الأدب ولاقى التقدير مثلما لاقى الإنكار والويلات، كان قلمه متهكما ساخراً لاذعاً، فلم يزدد معسكر خصومه إلا تعنتاً.