فلسطين, منارة الثقافة بغزة تتحول الى ركام, في قلب مدينة غزة، تحول “مركز رشاد الشوا” الثقافي، الذي كان يُعتبر رمزًا للفن والثقافة، إلى مأوى مؤقت لعائلات نازحة.
الحرب على غزة
هذا المركز الذي شهد على تاريخ حافل بالفعاليات الثقافية والفنية، أصبح اليوم ملاذًا بائسًا لأشخاص فقدوا كل شيء، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
“مركز رشاد الشوا”: منارة ثقافية تحولت إلى أنقاض
“مركز رشاد الشوا”، الذي أُسس عام 1988 على يد الحاج رشاد الشوا، كان يضم ثلاث قاعات متعددة الاستخدامات.
مكتبة ضخمة تحتوي على أكثر من 100 ألف كتاب، ومسرحًا يستضيف أمسيات شعرية وعروضًا فنية، إلى جانب مقهى ثقافي ومطبعة تاريخية.
آخر تطورات مباحثات التهدئة بغزة
هذا الصرح كان ملتقى للمثقفين والفنانين في غزة، لكنه اليوم لا يحمل إلا ذكريات الجدران المدمرة.
مأوى لعائلة جنيد: الحياة وسط الركام
يجلس الفلسطيني خضر جنيد، محاطًا بأطفاله السبعة، حول نار أوقدها في علبة صفيح وسط أنقاض المركز المدمر.
فرّ جنيد مع عائلته من مخيم جباليا بعد قصف منزلهم.
ليجدوا أنفسهم مضطرين للعيش في هذا المكان الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
موقع عاجل بلس الإخباري
يقول جنيد: “نزحنا للمرة العاشرة، ولم نجد سوى هذا المكان الذي لا يصلح حتى للحيوانات، لكنه الخيار الوحيد أمامنا لنحافظ على حياتنا”.
معاناة النازحين في المركز
بين جدران المركز التي كانت يومًا ما تضج بصوت التصفيق في المسرحيات والمعارض الفنية، افترشت العائلات النازحة الأرضيات المدمرة.
وحاولت نصب أغطية بلاستيكية لتحتمي من البرد. السيدة فاطمة السيد، مسنة فلسطينية تقطن في المركز.
تصف المكان قائلة: “لم يخطر ببالي يومًا أن أعيش هنا. حتى الحيوانات لا يمكنها العيش في هذا الدمار”.
دمار شامل وأرقام صادمة
وفقًا لتصريحات متحدث بلدية غزة، حسني مهنا، تعرض “مركز رشاد الشوا” لدمار شامل نتيجة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية.
هذا القصف لم يستهدف المركز فقط، بل أدى إلى تدمير واسع النطاق في قطاع غزة.
حيث قُتل وأصيب أكثر من 151 ألف فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، وخلّف أكثر من 11 ألف مفقود.
جرائم حرب في غزة
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي عمليات إبادة جماعية في غزة، متجاهلة القرارات الدولية الداعية لوقف الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية.
منارة الثقافة بغزة تتحول الى ركام
المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن تل أبيب تواصل عدوانها دون رادع.
أمل بالرغم من الألم
وسط هذه المأساة، يتمسك النازحون في غزة بأمل يائس أن تنتهي هذه الحرب قريبًا، وأن يعود “مركز رشاد الشوا” إلى سابق عهده كرمز للثقافة، بدلًا من أن يكون شاهدًا على معاناة لا تنتهي.