اخبار, تحالف رباعي مشترك بين تركي، أردني، عراقي وسوري, في خطوة استراتيجية جديدة لمواجهة تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي، اتفقت تركيا والأردن والعراق وسوريا على إنشاء آلية تعاون مشترك تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة التطرف.
تحالف عربي جديد
ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها خطوة تركية إضافية نحو وقف الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المصنف كمنظمة إرهابية.
آلية تنسيق مشتركة
كشفت مصادر دبلوماسية تركية عن اتفاق الدول الأربع على إنشاء آلية تنسيق على مستوى وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات، حيث من المقرر أن يُعقد الاجتماع الأول في العاصمة الأردنية عمان خلال شهر فبراير الجاري.
ووفقًا للتقارير، يأتي هذا التعاون استجابةً لمخاوف أمنية مشتركة، تهدف إلى تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود العسكرية والاستخباراتية بين هذه الدول.
خطة شاملة لمكافحة الإرهاب
أكدت المصادر أن هذه الدول تعمل على تطوير خطة تعاون شاملة للحرب ضد “داعش”، تتضمن مراقبة أمن الحدود، وتبادل المعلومات الأمنية، والتنسيق لتنفيذ عمليات مشتركة لمنع عودة نشاط التنظيم الإرهابي في المنطقة.
كما أشار نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، خلال مشاركته في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس، إلى أن تركيا تسعى إلى بناء تحالف يضم هذه الدول الأربع لمواجهة تهديد “داعش” بشكل فعال ومستدام.
مساعي أنقرة لوقف الدعم الأميركي للأكراد
انخفاض أعداد السياح الخليجيين في تركيا خلال 2024
بالتوازي مع هذه الجهود، تتحرك تركيا دبلوماسيًا وعسكريًا للحد من الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تدير عددًا من السجون التي تضم آلاف العناصر من “داعش”.
وتطالب أنقرة بنقل إدارة هذه السجون إلى الحكومة السورية بدلاً من استمرار سيطرة الوحدات الكردية عليها.
وتأتي هذه الخطوة التركية بعد زيارة رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم كالين، إلى إيران، حيث ناقش مع المسؤولين الإيرانيين سبل التعاون المشترك لمكافحة “داعش” وحزب “العمال الكردستاني”. وتُظهر هذه الزيارة مساعي أنقرة لتوسيع نطاق التحالف الإقليمي ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
التحالف الإقليمي وأبعاده السياسية
يرى مراقبون أن التحالف الرباعي المقترح يمثل محاولة من تركيا لتقويض الذريعة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في دعم وحدات حماية الشعب الكردية.
حيث تبرر واشنطن وجود قواتها في سوريا بالحاجة إلى محاربة “داعش”.
وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، إلى دمج “قسد” في الجيش الوطني السوري، وهي خطوة قد تغير موازين القوى في المنطقة.
لقاءات دبلوماسية مكثفة
على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الأميركي الجديد ماركو روبيو، بالإضافة إلى وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي والسوري أسعد الشيباني، إلى جانب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني.
وخلال اللقاءات، شددت تركيا على أهمية القضاء على التنظيمات الإرهابية ووقف استغلالها كأداة سياسية.
تحالف رباعي مشترك بين تركي، أردني، عراقي وسوري
أكد وزير الخارجية التركي أن استمرار سيطرة الميليشيات الكردية على مناطق غنية بالنفط والغاز في سوريا يمثل تهديدًا للأمن القومي التركي والإقليمي، مشددًا على ضرورة إنهاء هذا الوضع لضمان الاستقرار في المنطقة.
كما شدد على أن التحالف الرباعي الجديد يمكن أن يوفر بديلاً فعالًا للدور الأميركي، ما يفتح الباب أمام حلول إقليمية مستدامة.
تعزيز التعاون مع إيران
في إطار سعيها لتعزيز الأمن الإقليمي، عززت تركيا تنسيقها مع إيران بشأن القضايا الأمنية، بما في ذلك مواجهة حزب “العمال الكردستاني” و”داعش”.
وقد ناقش رئيس المخابرات التركي، إبراهيم كالين، مع نظيره الإيراني إسماعيل خطيب، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، قضايا تتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز الجهود المشتركة في الحرب على الإرهاب.