غزة, الصحفي احمد منصور, باستشهد الصحفي أحمد منصور، فجر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، متأثرًا بإصابته البليغة جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
قطاع غزة
وذلك في جريمة بشعة أودت أيضًا بحياة الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، وأسفرت عن إصابة تسعة آخرين من الزملاء الإعلاميين بجروح متفاوتة الخطورة.
ووفق ما رصده موقع “خبرني”، فإن الشهيد أحمد منصور، الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، كان يؤدي واجبه المهني في توثيق الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في القطاع المحاصر، عندما استهدفته طائرات الاحتلال بقصف مباشر طال خيمة أقامها الصحفيون قرب المستشفى لتغطية الأحداث.
جريمة مكتملة الأركان
وأظهرت مشاهد مروّعة تداولها نشطاء وصحفيون، اللحظات الأخيرة للشهيد أحمد منصور وهو يحترق حيًا إثر القصف، وسط عجز زملائه عن إنقاذه بسبب اشتداد النيران وسرعة الغارة. وقد خلّف المشهد صدمة عارمة في الأوساط الإعلامية والحقوقية، وسط تنديد واسع بالجريمة التي اعتُبرت جزءًا من سياسة ممنهجة تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين.
وباستشهاد الصحفي أحمد منصور، يرتفع عدد شهداء الأسرة الصحفية في قطاع غزة إلى 211 صحفيًا وصحفية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الاعتداءات على الصحفيين في أي صراع حديث.
المصابون في الهجوم
وأُصيب في القصف كل من الزملاء:
حسن إصليح، أحمد الأغا، محمد فايق، عبد الله العطار، إيهاب البرديني، محمود عوض، ماجد قديح، وعلي إصليح، حيث نقلوا إلى مستشفيات القطاع لتلقي العلاج، بعضهم في حالات حرجة، مما ينذر بارتفاع عدد الشهداء مجددًا.
إدانات محلية ودولية
وأدان التجمع الإعلامي الفلسطيني والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بشدة هذه الجريمة، واعتبروها جريمة حرب مكتملة الأركان بحق الإعلاميين، مؤكدين أن استهداف الصحفيين بشكل مباشر يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية التي تكفل حماية الإعلاميين في مناطق النزاع.
كما حمل البيان الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية، والدول الداعمة للعدوان مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم الإبادة بحق المدنيين والصحفيين في غزة.
ودعت الجهات الإعلامية والحقوقية كافة المنظمات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، إلى التحرك العاجل لإدانة واستنكار هذه الجرائم المتكررة، والعمل من أجل محاسبة مجرمي الحرب في محاكم الجنايات الدولية.
أحمد منصور.. قصة صحفي مقاوم
الشهيد أحمد منصور لم يكن مجرد ناقل للخبر، بل كان شاهدًا حيًا على معاناة شعبه، ومصدرًا موثوقًا للحقيقة في زمن التزييف الإعلامي. عُرف بمثابرته وشجاعته في تغطية الأحداث الميدانية، ولم يتوانَ عن التواجد في الخطوط الأمامية رغم الخطر.
عاجل: غارات عنيفة جداً على قطاع غزة
زملاؤه وصفوه بـ”عين الحقيقة في غزة“، مشيرين إلى أن فقدانه خسارة لا تعوض للصحافة الفلسطينية، التي أصبحت هدفًا واضحًا في الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع.
الصحفي احمد منصور
من جهتها، جددت منظمات حقوقية دولية المطالب بفتح تحقيق فوري ومستقل في استهداف الصحفيين في غزة، محذّرة من أن الصمت الدولي على هذه الجرائم يشجع الاحتلال على المضي قدمًا في سياسة القتل والإرهاب.
وقدّم المكتب الإعلامي خالص تعازيه لأُسر الشهداء، ودعا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى ويمنّ عليهم بالسلامة.