أعلن النائب العام الإيراني، اليوم الأحد, عن القرار الذي تم اتخاذه وبشكل إستثنائي وهو حل شرط الأخلاق في إيران، وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات التي اندلعت في مدن إيرانية عدة، على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.
واندلعت الاحتجاجات منتصف سبتمبر الماضي، ولم تتوقف، بعد مقتل “أميني”، بعد يومين من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، لاتهامها بعدم الالتزام بقواعد “اللبس المحتشم”.
ورغم ما يعرف عن شرطة الأخلاق من ممارسات قمع في السابق، إلا أن وفاة مهسا أميني بعد احتجازها وتعرضها للضرب من قبل أفراد هذا الجهاز الأمني الديني سلطت الضوء أكثر على تلك الهيئة التي يشبهها البعض بتنظيمي القاعدة وداعش من حيث الممارسة والسلوك.
ما المقصود بشرطة الأخلاق الإيرانية؟
دوريات التوجيه (بالفارسية: گشت ارشاد) وتُعرف أيضًا باسمِ شرطة الأخلاق أو شرطة الآداب، هي قوّة تأسّست في عام 2005 لإنفاذ القانون بجمهورية إيران الإسلامية من خلال اعتقال المخالِفين لقانون اللباس أو الذين يرتدونَ «ملابس غير لائقة».
تتكون دوريات التوجيه من عربة نقل مُجهزة بطاقم من الذكور الذين يراقبون النساء – والرجال أحيانًا – في الأماكن العامة المزدحمة كمراكز التسوق والساحات ومحطات مترو الأنفاق ثمّ تقوم باعتقال كل من تُخالف «اللبس العام» وبالأخص الحجاب.
عندَ اعتقالِ «مخالفةٍ» ما؛ يتمّ نقلها مُباشرةً إلى منشأة إصلاحية أو إلى مركز للشرطة وتُلقى على مسامعهَا محاضرة حول كيفية ارتداء الملابس ثمّ يُطلق سراحها في نفسِ اليوم في العادة بعدَ حضور أحد أفراد العائلة وغالبًا ما يكون ذكرًا.
جديرٌ بالذكر هنا أنّ دوريات التوجيه تقومُ في عيد الأم الإيراني بتفريقِ الزهور على النساء اللاتي يرتدينَ الشادور كنوعٍ من الشكر والدعم لهنّ.
تُعدّ شرطة الأخلاق مسألة مثيرة للجدل في إيران حيثُ يؤيدها بعض المسؤولون باعتبارها شرطة إسلامية تعملُ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما يُعارضها آخرون على أساسِ أنّ الشرطة يجب أن تحترم حرية المواطنين وكرامتهم، وأن تعملَ على تطبيق القانون بدلَ الشريعة.
نتُقدت شرطة الأخلاق من قِبل فئة من المواطنين الذين اعتبروها غير إسلاميّة ودخيلة على الدين، فيما يُحاول آخرون الدفاع عنها بالقول أن الأهم في دوريات التوجيه هي الفكرة القائمة على الاتزام المتبادل بدلَ الالتزام من جانبٍ واحد.
لدى دوريات التوجيه سجّل سيء نوعًا ما في إيران خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالنساء حيثُ قامت بمضايقتهنّ في عدّة مناسبات بسبب اللباس أو الحِجاب؛ بل إنّ شرطة الأخلاق قد رفضت مساعدة سيّدة إيرانية كانت قد تعرضت للضرب في نيسان/أبريل من عام 2018.
المصدر / وكالات