روى الإمام النووي في صحيح البخاري ، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: “اللهم صيبا نافعا”، وفي رواية أخرى في سنن ابن ماجه :” اللهم صيبا نافعا” مرتين أو ثلاثا.
وروى الشافعي رحمه الله في “الأم” بإسناده حديثا مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث” قال الشافعي: وقد حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة.
ماذا يقال بعد نزول المطر؟
روى الإمام النووي في صحيحي البخاري ومسلم، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب؛ وأما من قال: مطرننا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب”.
يقول الإمام النووي : الحديبية معروفة، وهي بئر قريبة من مكة دون مرحلة، ويجوز فيها تخفيف الياء الثانية وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار، وهو قول الشافعي وأهل اللغة، والتشديد قول ابن وهب وأكثر المحدثين, والسماء هنا المطر.
اقرأ أيضا : دعاء المطر – فقه المسلم قال العلماء: إن قال مسلم: مطرنا بنوء كذا مريدا أن النوء هو الموجد والفاعل المحدث للمطر، صار كافرا مرتدا بلا شك؛ وإن قاله مريدا أنه علامة لنزول المطر فينزل المطر عند هذه العلامة، ونزوله بفعل الله تعالى وخلقه سبحانه، لم يكفر.
واختلفوا في كراهته، والمختار أنه مكروه؛ ولأنه من ألفاظ الكفار، وهذا ظاهر الحديث، ونص عليه الشافعي رحمه الله في الأم وغيره، والله أعلم.
ويستحب أن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة أعني نزول المطر.