الغدة الدرقية عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة قاعدة العنق بالضبط أسفل تفاحة آدم.
والهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية لديها تأثير هائل في الصحة وعلى جميع نواحي الأيض، حيث تؤثر هذه الهرمونات أيضاً في التحكّم بالوظائف الحيوية، مثل درجة حرارة الجسم ومعدل نبض القلب.
ويحدث قصور الغدة الدرقية عندما تفشل الغدة في إنتاج قدر كافٍ من الهرمونات المهمة. وقد لا يسبب قصورها أعراضاً ملحوظة في المراحل المبكرة. لكن بمرور الوقت، يمكن أن يسبب عدداً من المشكلات الصحية، مثل السمنة، وآلام المفاصل، والعقم وأمراض القلب، وفق «نيويورك تايمز» و«مايو كلينك».
الأعراض
تختلف علامات مرض قصور الغدة الدرقية وأعراضه، وذلك على حسب شدة نقصان الهرمون. وتظهر الأعراض ببطء، وغالباً ما تصل إلى سنوات عدة.
بالكاد قد تلاحظ في البداية أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل الإرهاق واكتساب الوزن، ولكن مع استمرار تباطؤ عملية الأيض، تظهر علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية، وأبرزها:
1- التعب.
2- الحساسية المتزايدة تجاه البرودة.
3- الإمساك.
4- جفاف البشرة.
5- زيادة الوزن.
6- انتفاخ الوجه.
7- بحة في الصوت.
8- ضعف العضلات.
9- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
10- أوجاع العضلات، وآلامها، وتيبسها.
11- ألم بالمفاصل أو تيبسها أو تورمها.
قصورها لدى الأطفال والمراهقين
بشكل عام، يعاني الأطفال والمراهقون، الذين يصابون بقصور الغدة الدرقية، من العلامات والأعراض نفسها التي يعاني منها البالغون، ولكنهم قد يتعرضون أيضاً إلى:
– ضعف النمو، وينتج عنه قصر القامة.
– تأخر في نمو الأسنان الدائمة.
– تأخر سن البلوغ.
– ضعف النمو العقلي.
متى تزور الطبيب؟
– استشر طبيبك إذا كنت تشعر بالتعب من دون سببٍ، أو كانت لديك أيُّ علامات أو أعراض أخرى لقصور الغدة الدرقية.
– إذا كنت تتلقى العلاج الهرموني لقصور الغدة الدرقية، فضع جدولاً زمنيّاً لزيارات المتابعة كلما أوصى طبيبك بذلك.
أسباب القصور
عندما لا تنتج الغدة الدرقية مقداراً كافياً من الهرمونات، يمكن أن يختل توازن التفاعلات الكيميائية في جسدك. ويمكن أن يكون هناك عدد من الأسباب، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية وعلاجات فرط نشاط الغدة الدرقية والعلاج بالإشعاع وجراحة الغدة الدرقية وأدوية معينة. وقد يعود قصور الغدة الدرقية إلى عدد من العوامل، بما في ذلك:
◄ أمراض المناعة الذاتية: أكثر أسباب قصور الغدة الدرقية شيوعاً هو اضطراب مناعي ذاتي، يعرف باسم التهاب هاشيموتو في الغدة الدرقية. وتظهر اضطرابات المناعة الذاتية عندما ينتج جهازك المناعي أجساماً مضادة تهاجم أنسجتك نفسها، وتشمل هذه العملية أحياناً الغدة الدرقية.
◄ رد فعل على علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: الأشخاص الذين ينتجون الكثير من هرمون الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) يعالجون عادة بالأيودين المشع، أو الأدوية المضادة لهرمون الغدة الدرقية. وهدف هذه العلاجات هو استعادة نشاط الغدة الدرقية الطبيعي. لكن في بعض الأحيان تصحيح الهرمون الدرقي ينتج عنه تخفيض إنتاجه بنسبة كبيرة، مما يتسبب في قصور دائم في الهرمون الدرقي.
◄ جراحة الغدة الدرقية: إزالة كل أو جزء كبير من غدتك الدرقية يمكنه إنهاء أو إيقاف إنتاج الهرمون. في هذه الحالة ستحتاج إلى تناول الهرمون الدرقي لبقية حياتك.
◄ بعض الأدوية: هنالك عدد من الأدوية يمكنه المساهمة في قصور الدرقية. من هذه الأدوية مثلاً الليثيوم الذي يستخدم لعلاج اضطرابات نفسية معينة، فإذا كنت تتناول دواء فاسأل طبيبك عن آثاره على الغدة الدرقية.
◄ فترة الحمل: تصاب بعض النساء بقصور الدرقية أثناء أو بعد الولادة، عادة بسبب إنتاجهن لأجسام مضادة لغددهن الدرقية نفسها. وإذا تركت من دون علاج يزيد قصور الدرقية من خطر الإجهاض والولادة المبكرة ومقدمات الارتعاج، وهي حالة تسبب ارتفاعا خطيرا في ضغط دم المرأة أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. ويمكنها أيضاً التأثير بشدة على تطور الجنين.
عوامل الخطورة
رغم أنه من المُمكِن أن يُصاب أيُّ شخصٍ بقصور الغُدَّة الدَّرقية، يزداد خطر إصابتك إذا كُنتَ من الفئات التالية:
◄ لدى السيِّدات
◄ العمر أكبر من 60 عاماً
◄ من لدَيهم تاريخ مَرَضيٌّ من الإصابة بأمراض الغُدَّة الدَّرقية
◄ المُصابون بأمراض المَناعة الذاتية، مثل داء السُّكَّري من النوع 1 أو الدَّاء البطني
◄ من تمَّت مُعالجتُهم باليود المُشعِّ أو الأدوية المُضادَّة للدَّرقية
◄ من تَلقَّوا عِلاجاً بالإشعاع على الرَّقبة أو الصَّدر العُلوي
◄ من خَضعوا لجراحة الغُدَّة الدرقية (استئصال جُزئي للغُدَّة الدَّرَقية)
◄ في آخِر ستَّة أشهر من الحمل أو الولادة
المضاعفات
يمكن لقصور الغدة الدرقية المتروك دون علاج أن يسبب عددًا من المشكلات الصحية، مثل:
– تضخم الغدة الدرقية: قد يؤدي التحفيز المستمر للغدة الدرقية لإفراز المزيد من الهرمونات إلى زيادة حجم الغدة، وهي حالة تُعرف باسم تضخم الغدة الدرقية. وقد تعوق عملية البلع أو التنفس.
– مشكلات في القلب: قد ترتبط الإصابة بقصور الغدة الدرقية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL، (الكوليسترول السيئ).
– المشكلات النفسية: قد يحدث الاكتئاب في مرحلة مبكرة من قصور الغدة الدرقية وقد تشتد حدته بمرور الوقت.
وقد يسبب قصور الغدة الدرقية أيضاً إبطاء أداء الوظائف الذهنية.
العلاج
ينطوي العلاج القياسيّ على الاستخدام اليومي لهرمون الغُدَّة الدرقية الاصطناعي ليفوثيروكسين (ليفو- تي، وسينثرويد، وغيرهما)، حيث يستعيد هذا الدواء الفمويُّ مستويات كافية من الهرمون.
ومن المُرجَّح أن تبدأ بالشعور بالتحسُّن بُعَيْد بَدْء العلاج. ويُقلِّل الدواء تدريجيّاً من مستويات الكوليسترول المُرتفعة في الدم من جرَّاء المرض، وقد يُبدِّل أي زيادة في الوزن.
ويستمرُّ علاج ليفوثيروكسين على الأرجح مدى الحياة، ولكن نظراً لاحتمالية تغيُّر الجرعة التي تحتاج إليها، فسيتحقَّق طبيبكَ على الأرجح من مستوى الهرمون المنبِّه للدرقية TSH سنويّاً.