الأسد وزيلينسكي في القمة العربية, سُلطت الأضواء الإقليمية والدولية على القمة الـ32 لزعماء دول الجامعة العربية التي انطلقت ظهر اليوم الجمعة، بسبب مشاركة لم تكن معلنة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومع حلول صباح القمة اليوم، خطف الرئيس الأوكراني الأضواء في جدة، مع تداول وسائل إعلام سعودية ودولية أنباء عن قدومه إلى المدينة الساحلية في غرب المملكة، لحضور القمة العربية.
وتعد هذه الزيارة الأولى التي يُجريها زيلينسكي إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير/شباط 2022.
الأسد وزيلينسكي في القمة العربية لأول مرة منذ 10 سنوات
وعبر تويتر، أعلن زيلينسكي أن هدفه من المشاركة بقمة الجامعة العربية هو تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه “سيقدم صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط وسيسعى لإشراك أكبر عدد ممكن من البلدان، فضلا عن بحث حماية الجالية المسلمة في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا”.
فيما كشف الخبير المصري، محمد مخلوف، سر الترحيب الحار المتبادل بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والسوري بشار الأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية في جدة.
وأشار الخبير المصري إلى أن الأسد من جانبه مرتاح لدور مصر الذي أعلنته أكثر من مرة بشأن مساندتها لوحدة الدولة السورية وتأييدها للجيوش الوطنية، حيث عقدت العديد من الاجتماعات بين القاهرة ودمشق، حضرتها وفود أمنية رفيعة المستوى من الدولتين.
كما إن قبول وارتياح دمشق لدور القاهرة كان الفيصل في نجاح أكثر من اتفاق منها إتفاق الغوطة ثم اتفاق حمص؛ لأن الأسد يدرك أن مصر حليف رئيسي له، ولديهما قواسم مشتركة تعزز أواصره، كما إن مصر لم تشارك بأي وسيلة من الوسائل في سفك الدماء.
الأسد وزيلينسكي في القمة العربية
وتعتبر سوريا جزءا لا يتجزأ من تاريخها وسلامة أمنها القومي كما أنها أكثر الدول التزاماً بحل الأزمة السورية بالطرق السلمية ولم تشارك نهائياً في سفك الدماء بسوريا، إضافة إلى الدور الإنساني الذي قامت به مصر بتوجيهات من القيادة السياسية بشأن تقديم المساعدات وقت حدوث الزلزال المدمر الأخير.
وأدانت الجامعة العربية في “إعلان جدّة” بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة.
وأكدت على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
الأحداث في السودان
وفي “إعلان جدّة”، أكدت الجامعة العربية أنها تتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، معربة عن بالغ قلقها من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار دولها وشعوبها، وتؤكد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني الذي يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.
ترحيب بعودة دور سوريا الطبيعي في الوطن العربي
كما رحب “إعلان جدّة” بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، والمنظمات والأجهزة التابعة لها، ليسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي
متابعة موقع عاج بلس الإخباري
مشددا على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها بما يخدم المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة.
ضمان أمن واستقرار اليمن
وفي الشان اليمني، جدّدت الجامعة العربية التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
ترحيب عربي كبير بعودة سوريا الى الجامعة العربية
كما جدّدت الجامعة الدعم لمجلس القيادة الرئاسي، في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن، بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.
دعوة الأطراف اللبنانية للحوار وانتخاب رئيس للجمهورية
وبخصوص لبنان، أعربت الجامعة العربية عن تضامنها مع لبنان، وحثّت كافة الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته.
وقف التدخلات الخارجية في الشؤون العربية
وشدّدت الجامعة العربية على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة. وتؤكد على أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا.
التنمية المستدامة والأمن والاستقرار
وتابع “إعلان جدّة”: “نؤكد على أن التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، والعيش بسلام، حقوق أصيلة
للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والإبتكار ومواكبة التطورات المختلفة، بما يخدم ويعزز الامن والاستقرار والرفاه لمواطني دولنا.
الالتزام بقيمنا العربية وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح
كما عبّرت الدول العربية عن التزامها واعتزازها بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة، مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات الآخرين، واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها.
اعتبار التنوع الثقافي إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك، والرفض القاطع لهيمنة ثقافات دون سواها، والسعي لتعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، الراسخة، وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة.
كما ثمّن “إعلان جدّة” حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بكل ما من شأنه توفير الظروف فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة.
استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية
كما تطرق الإعلان إلى العديد من المباردات منها مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الانشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الامن الغذائي لدول الوطن العربي.
إلى ذلك، تحدث “إعلان جدة” أيضا عن مبادرة البحث والتميّز في صناعة تحلية المياه وحلولها، بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة.
متابعة موقع عاج بلس الإخباري