انهيار الحكومة الهولندية, قالت وسائل إعلام هولندية، الجمعة، إن الحكومة الائتلافية انهارت بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية التعامل مع طالبي اللجوء الذين يدخلون البلاد.
وذكرت صحيفة “إن إل تايمز” المحلية نقلا عن مصدر “قريب من المحادثات” (لم تسمه)، أنه بعد أيام من المناقشات بين الأعضاء الرئيسيين في مجلس الوزراء بقيادة روته، لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق وانهار الائتلاف الحاكم.
ويعني الانهيار نهاية الولاية الرابعة لحكومة روته التي تم تنصيبها في 10 يناير/ كانون الثاني 2022.
وإثر انهيار الحكومة المكونة من 4 أحزاب، أعلن رئيس الوزراء الهولندي استقالته من منصبه.
أزمة الحكومة الهولندية
ويقود روته حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وفاز في كل الانتخابات خلال أكثر من عقد.
وذكرت وكالة “فرانس برس”، أن “رئيس الوزراء وممثلي الائتلاف لم يغادروا بعد مقر اجتماعهم للتحدث إلى الصحفيين الذين ينتظرون خارجه”.
وتمكّن روته من البقاء في السلطة طوال 12 عاما رغم الفضائح. وشكّل ائتلافه الرابع في يناير 2022، بعد 271 يوما من المفاوضات.
وأراد روته (56 عاما)، وهو زعيم “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” اليميني الليبرالي، أن يفرض قيودا على لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة العام الماضي بشأن اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا.
وطالب روته بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهريا، إلا أن الحزب الديمقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف الحاكم، عارض هذه الخطة بشدة.
وأجرت الأحزاب الأربعة للائتلاف مباحثات أزمة، الأربعاء، وحتى وقت متأخر الخميس، في محاولة لإنقاذ الحكومة المتعثرة التي مرّ على توليها السلطة 18 شهرا.
لكن التسوية التي اصطلح على تسميتها “زر الطوارئ” وتقضي باعتماد القيود الجديدة فقط في حال وصول أعداد كبيرة من المهاجرين، لم تكن كافية لإنجاح مباحثات اللحظة الأخيرة، الجمعة.
انهيار الحكومة الهولندية
ورجحت وسائل الإعلام المحلية أن روته سعى إلى اتخاذ موقف متصلب بشأن قضايا الهجرة، لامتصاص ضغوط يتعرض لها من قبل الجناح الأكثر يمينية في حزبه.
وغالبا ما وجد رئيس الوزراء نفسه تحت ضغوط متزايدة في مسألة الهجرة، نظرا لقوة الأحزاب اليمينية المتطرفة في هولندا، بما يشمل السياسي المناهض للإسلام غيرت فيلدرز.
ويتوقع أن يدعو روته، وهو الثاني في أوروبا من حيث طول عهده في رئاسة الوزراء بعد المجري فيكتور أوربان، إلى انتخابات مبكرة يأمل من خلالها الحصول على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية له منذ عام 2010.
إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم، حتى في ظل غياب المنافسين الجديين له.
موقع عاجل بلس الإخباري
ونجح روته بحنكته السياسية في خط مساره إلى قمة الهرم في السلطة التنفيذية الهولندية، عبر 4 ائتلافات متتالية، لكنه واجه سلسلة من المشكلات التي كادت أن تطيح بحكمه.
وأرغمت حكومته السابقة على الاستقالة عام 2021، على خلفية فضيحة معونات حكومية كانت تستهدف بشكل أساسي أطفال العائلات المنتمية إلى أقليات عرقية.
وتعرض في 2017 لانتقادات واسعة لجنوحه نحو اليمين قبل الانتخابات، في مسعى لمنع فوز فيلدرز، في فترة شهدت صعود الأحزاب الشعبوية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.