القبة الحرارية تزور 7 دول عربية, حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وأن القبة الحرارية قد تضرب نحو 7 دول عربية خلال الأيام المقبلة، وقد تصل إلى 50 درجة مئوية.
وفي هذا السياق أكدت الأمم المتحدة أن العالم سجل هذه السنة أعلى درجات حرارة في تاريخه وهو ما يعرف بـ “القبة الحرارية”، وأن الأسبوع الأول من شهر يوليو القادم سيكون الأشد حراً على الإطلاق خلال هذا العام.
وأشارت وكالة الأمم المتحدة أن شهر يونيو الماضي هو الشهر الرابع عشر على التوالي مع درجات حرارة قياسية على اليابسة وفي البحر.
ماهي القبة الحرارية ؟
وبحسب منصة “طقس العرب” من المتوقع أن تؤثر القبة الحرارية ـ وفق الخرائط الجوية ـ على 7 بلدان عربية، وهي مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وذلك اعتبارا من نهاية الأسبوع الجاري.
وتصبح الأجواء شديدة الحر في تلك الدول لا سيما في العراق، إذ تقارب درجة الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد.
ويعود الارتفاع المتوقع إلى ما يعرف باسم “القبة الحرارية”، التي يتسبب فيها تمركز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية.
وفي هذا الإطار أكدت الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي أن صيف هذا العام سجل أعلى درجات حرارة منذ 136 عاما.
من جانب آخر قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن العالم في طريقه لأن يشهد أشد الأعوام حرارة على الإطلاق، وإن غاز ثاني أكسيد الكربون بلغ مستويات مرتفعة جديدة، الأمر الذي يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويتوقع علماء المناخ أن يستمر هذا الارتفاع حتى نهاية القرن الحالي، يقابله مزيد من التبخر وذوبان الجبال الجليدية في القطبين وبعض قمم الجبال العالمية، وارتفاع منسوب مياه البحار في بعض مناطق العالم.
ما هي القبة الحرارية وكيف تؤثر على ارتفاع درجات الحرارة؟
ذكر الخبير البيئي عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أيمن قدوري أن القبة الحرارية: منطقة جوية معزولة نسبيا، تتولد نتيجة نشوء منطقة ضغط عال في طبقات الجو العليا (ستراتوسفير) بسبب الانخفاض النسبي في درجة الحرارة، مقارنة مع طبقات الغلاف الجوي الأدنى منها (التروبوسفير) ذات الحرارة الأعلى.
القبة الحرارية تزور 7 دول عربية
وتحدث عندما تتراكم كتلة من الهواء الساخن أسفل منطقة ضغط مرتفع في الطبقات العليا للغلاف الجوي في ذات المنطقة إذ يجبر الضغط العالي فوقه على النزول، ليصبح مضغوطا ويصغر حجمه، ويصبح أكثر سخونة. إثر هذا ترتفع حرارة الهواء في الطبقة الدنيا للغلاف الجوي أكثر، وبحدود 5 إلى 10 درجات تقريبا.
ويستمر تأثير القبة الحرارية من يومين إلى 7 أيام، وقد تبقى لفترات أطول.
كما أنها تختفي بمجرد فقدان أي عامل من عوامل نشوئها، كانخفاض الضغط في طبقة “الستراتوسفير” من الغلاف الجوي.
أضرار القبب الحرارية ونصائح للتعامل معها
يوصي خبراء وعلماء الطقس الناس بالتعامل مع موجة القبة الحرارية بحذر وانتباه شديدين، إذ تسبب فترات طويلة من الحرارة الشديدة وموجات الحر، والتي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على صحة الإنسان، كالإرهاق الحراري وضربة الشمس والجفاف ومشاكل الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض المرتبطة بالحرارة.
وفقا لتقرير نشره موقع ناسا. فإن المسنين والأطفال والذين يعانون من ظروف صحية موجودة من قبل، معرضون للخطر بشكل أكبر.
وتشير الدراسات إلى أنه إذا لم يتم تنفيذ تدابير التخفيف من تغير المناخ، فإن خطر الوفيات المرتبط بالإجهاد الحراري للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) يمكن أن يزيد 8-20 مرة عن الفترات التاريخية.
موقع عاجل بلس الإخباري
وفي هذا الصدد ينصح الخبراء بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، خوفاً من الإصابة بالجفاف أو التعرض لضربة شمس، والإكثار من شرب السوائل الباردة والمُرطبات على مدار اليوم، وحتى إن لم يكن هناك شعور بالعطش، والانتباه إلى عدم ترك المُعقمات، وأي مواد قابلة للاشتعال داخل المركبات، وعدم ترك الأطفال داخل المركبات، ولو لفترات قليلة.
وتفادياً لتلك الأضرار أيضاً من المستحسن اتباع بعض الاستراتيجيات كتحسين أنظمة الإنذار المبكر بموجات الحر، وتعزيز البنية التحتية والخدمات الصحية العامة، وتعزيز التأهب لموجات الحر وتدابير الاستجابة، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خطوات مهمة لحماية صحة الإنسان في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
والجدير بالذكر أن هذه الظاهرة تتكرر في هذا الصيف، وقد حدثت في الولايات المتحدة قبل نحو شهر.