يُعد الحلزون من الأكلات الشعبية أو أكلات الشارع المفضلة في المغرب، ماذا تعرف عن أكلة الحلزون, ويُعرف كذلك باسم حساء “الببوش”، والذي يُطهى في مرقة بالبهارات، فتتنقل رائحته عبر المدن، ليجذب المشاة من السكان والسياح على حد سواء.
وشارك الهادي مقطع فيديو يوثق تجربته لتناول حساء الحلزون بأحد الأكشاك المحلية في ساحة جامع الفنا، الواقعة في قلب مدينة مراكش المغربية.
ماهي أكلة الحلزون؟
وبصفته مهتمًا بتجارب السفر الفريدة من نوعها، يسعى الهادي إلى التعرّف على عادات وثقافات الشعوب في البلدان التي يزورها، وخصوصًا الأكلات الشعبية.
ورأى الهادي أن المأكولات الشعبية “تساهم في تعرفنا إلى جزء كبير من ثقافة الشعوب، إذ عادة ما تتوفر في المناطق الشعبية حيث يعيش السكان المحليين”.
وخلال زيارته إلى المغرب، حرص الهادي على تجربة عددًا من الأكلات الشعبية المعروفة في المطبخ المغربي، إلا أن حساء الحلزون كان الأغرب بالنسبة إليه.
وأوضح الهادي أنّ الأكلات المغربية الأخرى، باختلاف أنواعها، تستخدم مكونات متعارف عليها في بلده مصر، ولكن الحلزون كطعام لا يُعرف من الأساس على أنه يؤكل في مصر ، لذا كانت الفكرة غريبة من حيث المبدأ، حسبما ذكره.
وتتكون وجبة الحلزون من مرقة تضم مجموعة من الحلزونات، حيث يبرز جزء من جسم الحلزون خارج الصدفة.
ويستخدم السكان المحليين خلّة الأسنان الخشبية لإخراج لحم الحلزون من داخل الصدفة لتناوله.
وأوضح الهادي أن الجميع يتفق على أن مرقة الحلزون عبارة عن طبق غني ودافئ يحظى بشعبية خاصة خلال فصل الشتاء، لافتًا إلى أن حساء الحلزون يساعد في عالج أعراض البرد.
إذ يحتوي على العديد من الأعشاب الخاصة المفيدة، بما في ذلك جذر عرق السوس، والخزامى، وأوراق الشاي، والزعتر.
حكم أكل الحلزون
أ. فالبري منها : يدخل في حكم أكل الحشرات ، وقد ذهب إلى تحريمها جمهور العلماء ، قال النووي رحمه الله في “المجموع” (9/16) : “مذاهب العلماء في حشرات الأرض …. مذهبنا أنها حرام ، وبه قال أبو حنيفة وأحمد وداود . وقال مالك : حلال” انتهى .
وقال ابن حزم رحمه الله :
“ولا يحل أكل الحلزون البري , ولا شيء من الحشرات كلها : كالوزغ ، والخنافس , والنمل , والنحل , والذباب , والدبر , والدود كله – طيارة وغير طيارة – والقمل , والبراغيث , والبق , والبعوض وكل ما كان من أنواعها ؛ لقول الله تعالى : (حرمت عليكم الميتة) ؛ وقوله تعالى (إلا ما ذكيتم) ، وقد صح البرهان على أن الذكاة في المقدور عليه لا تكون إلا في الحلق ، أو الصدر , فما لم يقدر فيه على ذكاة : فلا سبيل إلى أكله : فهو حرام ؛ لامتناع أكله ، إلا ميتة غير مذكى” انتهى .”المحلى” (6/ 76 ، 77) .
ولم تشترط المالكية ذبح ما ليس له دم سائل ، بل جعلوا حكمه كحكم الجراد ، وذكاته : بالسلق ، أو الشوي ، أو بغرز الشوك والإبر فيه حتى يموت ، مع التسمية :
ففي “المدونة” (1/542) :
ماذا تعرف عن أكلة الحلزون
“سئل مالك عن شيء يكون في المغرب يقال له الحلزون يكون في الصحارى يتعلق بالشجر أيؤكل ؟ قال : أراه مثل الجراد ، ما أخذ منه حيّاً فسلق أو شوي : فلا أرى بأكله بأساً , وما وجد منه ميتاً : فلا يؤكل” انتهى .
وفي ” المنتقى شرح الموطأ ” ( 3 / 110 ) لأبي الوليد الباجي رحمه الله :
“إذا ثبت ذلك : فحكم الحلزون : حُكم الجراد ، قال مالك : ذكاته بالسلق ، أو يغرز بالشوك والإبر حتى يموت من ذلك ، ويسمَّى الله تعالى عند ذلك ، كما يسمى عند قطف رءوس الجراد” انتهى .
ب. وأما البحري منها : فهو حلال ؛ لعموم حل صيد البحر ، وطعامه ، قال تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) المائدة/96 ، وروى البخاري عن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : “صَيْدُهُ : مَا اصْطِيدَ ، وَطَعَامُهُ : مَا رَمَى بِهِ” .
وروى البخاري عن شُرَيْح صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : “كُلُّ شَيءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ” .
إقرأ المزيد: صدمة كبيرة لملايين المصريين بسبب النسكافيه
هذا ، ولم نقف على حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل “الحلزون” .
والخلاصة :
جواز أكل الحلزون بنوعيه : البري والبحري ، ولو طبخ حيّاً فلا حرج ؛ لأن البري منه ليس له دم حتى يقال بوجوب تذكيته وإخراج الدم منه ؛ ولأن البحري منه يدخل في عموم حل صيد البحر وطعامه .