بقرار مباشرة من الرئيس التركي, تركيا تنتفض وتحركات عاجلة من القيادة التركية لأجل غزة, أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال طائرة مساعدات إنسانية إلى مطار العريش المصري من أجل سكان غزة المحاصرين.
جاء ذلك في كلمة بمركز المؤتمرات بإسطنبول في ختام منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الإفريقي” الرابع، الجمعة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وقال الرئيس التركي: “في الوقت الذي كنا نعاني فيه من تداعيات الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، صدمنا جميعا بالأحداث الأخيرة بين إسرائيل وفلسطين”.
وأضاف: “نحن قلقون من احتمال تفاقم التوتر وتمدده إلى المنطقة. ونقولها بصراحة إننا لم ولن نقبل أبدا بأي هجمات تستهدف المساجد والمستشفيات والتجمعات المدنية. وكما هو واضح أن الحصار الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، جعل المنطقة عرضة للاستفزازات وجرّها إلى وضع حرج”.
وقال إن “قطع الكهرباء والمياه والوقود والغذاء عن مليوني شخص محاصرين في مساحة 360 كيلومترا مربعا يعد انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان.
كا أن إنزال العقاب الجماعي على سكان غزة لن يؤدي إلّا إلى تفاقم الأزمة والمزيد من الألم والتوتر والدموع”.
ودعا الرئيس التركي الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية عبر بوابة رفح.
وتابع: “أرسلنا صباح اليوم طائرة مساعدات إنسانية محملة بالأدوية والأغذية طويلة الأمد والمعلبات وحفاضات الأطفال والمستلزمات الطبية إلى مطار العريش (بمصر)”.
أردف أن “طائرتنا الأولى التي تحمل مساعدات وتوجهت إلى المنطقة منذ اندلاع الاشتباكات، هبطت اليوم في المطار في تمام الساعة 12 ظهرا. وتواصل رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) استعداداتها لشحن مواد إغاثية جديدة إلى المنطقة”.
وأكمل: “بمشيئة الله تعالى سنواصل إرسال مساعداتنا الإنسانية إلى غزة عبر التعاون الوثيق مع السلطات المصرية الشقيقة. وبينما يتعرض ملايين الأشخاص لخطر المجاعة، أصبح قطع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين وصمة عار جديدة على جبين من اتخذوا هذا القرار”.
ودعا الرئيس التركي كافة الأطراف إلى التصرف بحس سليم والبحث عن سبل وقف إطلاق النار أولا ومن ثم التفاوض على إحلال السلام الدائم.
وزاد: “نواصل أنا ووزير الخارجية (هاكان فيدان) ورئيس جهاز المخابرات (إبراهيم قالن) اتصالاتنا المكثفة من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة، لا سيما إطلاق سراح الرهائن. إلّا أن المواقف التحريضية لبعض الأطراف التي تصب الزيت على النار بدلا من إرساء الهدوء، تعرقل جهودنا وتعمق الأزمة”.
فيما قالت الخارجية التركية إن إجبار سكان غزة على النزوح داخل منطقة محدودة جدا انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة، تعقيبا على طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان غزة شمالي القطاع إخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
موقع عاجل بلس الإخباري – غزة
وأضاف البيان: “طلب جيش الاحتلال من سكان شمال غزة الانتقال إلى جنوبها خلال 24 ساعة لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال”.
وقال: “إن إجبار 2.5 مليون من شعب غزة على النزوح داخل منطقة محدودة جدا، انتهاك صارخ للقوانين الدولية وفعل غير إنساني”.
قال رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، إن قطاع غزة يتعرض لأكبر الفظائع في التاريخ أمام أعين العالم بأسره.
كلمة أرباش جاءت في خطبة الجمعة التي ألقاها بولاية أوردو شمالي البلاد، وهي خطبة موحدة تليت في جميع مساجد تركيا.
وقال إنه “منذ ما يقرب من قرن من الزمن انتهى السلام والهدوء في الأراضي الفلسطينية، وزُرعت بذور الفتنة القمع مثل خنجر صدئ غرز في قلب الجغرافيا الإسلامية”.
وأضاف أن “إسرائيل لجأت إلى ممارسة كافة أنواع القمع ضد المسلمين في الأراضي التي احتلتها.. وانتهكت حرمة المسجد الأقصى قبلتنا الأولى ومعبدنا المقدس”.
ومعربا عن أسفه قال: “إن عالمنا اليوم محاصر بالحروب والاحتلالات والأزمات العالمية، وإن ثمن هذا الوضع المزري يدفعه الضعفاء والمضطهدون والأطفال أكثر من غيرهم”.
وشدد أن “ما يحدث في غزة هو أوضح مثال على ذلك، ولسنوات طويلة حولت إسرائيل مدينة غزة الفلسطينية إلى أكبر سجن في الهواء الطلق بالعالم”.
وتابع أن “إسرائيل منعت إخواننا في غزة الذين حاصرتهم من تلبية حتى أبسط احتياجاتهم الأساسية ولقد شردت إخواننا من ديارهم ووطنهم”.
وقال أرباش إن إسرائيل أخذت منهم (الفلسطينيين) أموالهم وممتلكاتهم بغير حق ولم يمنحوهم أي حق في الحياة، ولقد ذُبح المدنيون والنساء والأطفال وكبار السن وشعب بأكمله بأسلحة وقنابل مروعة، واليوم تُرتكب أكبر فظائع في التاريخ في غزة أمام أعين العالم بأسره”.
وشدد أنه ليس أمام المسلمين لمواجهة هذا القمع والظلم خيار سوى المقاومة والنضال من أجل الحرية.
تركيا تنتفض وتحركات عاجلة من القيادة التركية لأجل غزة
ولليوم السابع على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها “السيوف الحديدية”.
وفجر السبت، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.