ما علاقة ياسر عرفات, وثائق سرية تفتح نافذة على دور بريطانيا في انتفاضة الأقصى, تكشف الوثائق البريطانية عن دعوة بريطانيا لتحديد “خطٍ أحمر” لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، بهدف كبح ردود أفعالها خلال انتفاضة الأقصى لتجنب تصعيد العنف.
الحرب على غزة 2023
الحوارات مع ياسر عرفات أظهرت اكتئابه من إذلال إسرائيل له وإيمانه بالقضاء والقدر، دون خوف من الموت. وقد تم تناول أحداث ديسمبر 2001، حيث فجرت هجمات انتحارية فلسطينية في القدس وحيفا.
مما أدى إلى تصاعد العنف والانتقام. التحركات الأوروبية كانت تهدف إلى احتواء التوتر وتحقيق التهدئة، ولكن تقدير بلير كان متشائماً حيال تحركات الولايات المتحدة وضرورة التغيير في موقف عرفات لتحقيق التقدم.
إقرأ المزيد: الجيش الاسرائيلي يلقي منشورات تحمل صور محتجزين في غزة
بلير أكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعّالة فيما يتعلق بالأمان، مع التأكيد على أهمية إيقاف الأنشطة المقاومة الفلسطينية التي تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
وأبرز الحاجة إلى إجبار عرفات على خطوات حازمة ترسل رسالة قوية بالتغيير في موقفه. بلير رئس الأمور إلى تحقيق ثلاثة أهداف: الحصول على تفاعل من الولايات المتحدة، كبح جماح أرئيل شارون لتجنب التصعيد، وخلق فرصة للتفاوض وتسوية القضية الفلسطينية.
ورغم التحفظ إزاء استجابة الولايات المتحدة، رؤية بلير كانت تعكس الحاجة إلى تحقيق تقدم حقيقي وتغيير في الوضع الحالي.
وفي هذا السياق، أشار بلير إلى تحديات تغيير الوضع الحالي والحاجة إلى التفاعل السريع لتحقيق تقدم. وأعرب عن تشاؤمه حيال تحفظ الولايات المتحدة وشكك في قدرتها على اتخاذ إجراءات فعّالة بسبب التطورات السياسية الراهنة. وأخذ في اعتباره الأوضاع الصعبة والتحديات التي قد يواجهها عرفات لتحقيق التقدم المطلوب.
فلسطين بلس
بالنهاية، حث بلير على التصعيد الجاد لجهود تحقيق الاستقرار الأمني ووقف الأعمال العنيفة، مع التأكيد على ضرورة إجراءات قوية تتخذها جميع الأطراف. وركز على أهمية إيجاد حلاً سياسياً للصراع من خلال التفاوض والتسوية، مع التحفظ إزاء توقعاته بسهولة تحقيق ذلك في الوقت الحالي.
وهنا سأل بلير عن تأثير إعلان عرفات انتهاء الانتفاضة. ورد ماننغ بأن حدوث مثل هذا سيكون “غير واقعي على الأرجح في الوقت الحالي”.
ونصح بأن تكون الخطوة العاجلة الفورية هي “الحصول على موافقة الولايات المتحدة على تحقيق استقرار وضع عرفات”، ثم “جعل عرفات يقمع المتطرفين”، وإذا تحقق تقدم في هذا الشأن، فإنه يمكن إعلان وقف إطلاق النار.
لكن بلير أبدى تشاؤما بشأن احتمال تصرف الولايات المتحدة “بحسم” كشرط لتحقيق أي تقدم. وعبر عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس جورج بوش الابن لن تفعل ذلك “ما لم يتغير الوضع الحالي”.
وأعاد بلير الأمر إلى عرفات. وقال إن التصور الأمريكي هو أن الزعيم الفلسطيني “لم يؤد المهمة المطلوبة منه”.
وتوقع بأنه ما لم يكن عرفات “مسيطرا” على الموقف في الأراضي الفلسطينية فإن الولايات المتحدة “لا يمكن أن ترى جدوى من التواصل معه”.
وأضاف أنه إذا كان عرفات مسيطرا، فإن الأمريكيين “يسألون أنفسهم عن سبب عدم اتخاذه إجراءات ضد المتطرفين”.
وخلص بلير إلى التصور التالي: هناك حاجة إلى إجبار عرفات على اتخاذ خطوات أحادية وجذرية قوية بشأن الأمن من شأنها أن ترسل رسالة واضحة بحدوث تغيير في موقفه.
وتوقع بلير أن يحقق هذا السلوك من جانب عرفات ثلاثة أهداف هي: حدوث استجابة من جانب الولايات المتحدة، وكبح جماح أرئيل شارون لمنع تصعيد الانتقام، والمساعدة في خلق مجال للتفاوض بهدف تسوية القضية الفلسطينية.
وثائق سرية تفتح نافذة على دور بريطانيا في انتفاضة الأقصى
تلك هي النقاط الرئيسية التي احتوتها الوثائق البريطانية، والتي تلخص حوارات وجهات نظر مسؤولين في تلك الفترة المحددة حول التصعيد والحاجة إلى تحقيق تغييرات في الوضع السياسي والأمني في المنطقة.